لقاء مع الدكتور ماهر دلي الحديثي

ماهر الحديثي: لو امتلكت أربعة ملايين دولار لحولت الوزارة لجنة.

GMT 8:08:16 2010 الخميس 22 يوليو
أول يومية إليكترونية - صدرت من لندن 21 مايو 2001
FIRST ONLINE DAILY - LAUNCHED FROM LONDON 21 MAY 2001 سَجل الأن
خدمة الـ RSS
دليل إيلاف
شرائح ويب أخبار اقتصاد ثقافات رأي فنون رياضة جريدة الجرائد تكنولوجيا إيلاف +
فيديو مـدونـات خاصة خليجية عربية دولية الأخيرة بورصات نفط وطاقة قطاع المال
عقار شركات خاص عربي خليجي عالمي عالم الأدب إبداع أخبار الأدب والفن كلاسيك
الموسيقى سينما مسرح مكتبة فن الترجمة كتّاب اليوم أراء نجوم فيديو كليب إصدارات
جديدة مجتمع فني موسيقى راديو وتلفزيون جمال وموضة كلام في الفن متابعات لقاءات
تقارير حديث الساعة أصدقاء كأس العالم مقالات اليوم أخبار وتقارير حوارات جولة
المحرر منوعات انترنت علوم برامجإكسسوارات بيئة صحة ثقافة جنسيةمناخ معرفة إي
سكووب كواليس ومجتمع فني مقابلات فنية أغاني مصورة أخبار وتقاريرآراء وأفـكـار
ثقـافات وآداب ساخر دراسات وأبحاث كوفي شوبمحمد مغوتي
من عناوين اليوم تضاعف الايدز للمرضى فوق الخمسي_ مواضيع أخرى
ا

ثقافات / إيلاف تحاور وزير الثقافة العراقي
ماهر الحديثي: لو امتلكت أربعة ملايين دولار لحولت الوزارة لجنة
عبدالجبار العتابي
GMT 2:00:00 2010 الجمعة 28 مايو

- لسنا قادرين على ان نحقق سينما من خلال تخصيصاتنا البائسة
- لا خلاف ولا منافسة بين الوزارة وإتحاد الادباء
- مهرجان بغداد الشعري ليس بالضد من مهرجان المربد
- الفضائيات محجوبة عن نشاطاتنا
- لا يوجد فلس واحد.. للادباء المرضى
عبد الجبار العتابي من بغداد: أكد وزير الثقافة العراقي ماهر دلي الحديثي ان
الوزارة تحترم كل المثقفين، واذا ما كان لديه عتب بالكلمات عليهم وان كان فيها شيء
من القسوة انما هي دعوة لهم لكي يقفوا الى جانب الوزارة من اجل ان تقف الى جانبهم
وترتقي بالحراك والنشاط الثقافي الى المستوى الذي يليق بالعراق وبالثقافة العراقية،
موضحًا ان العلاقة بين الوزارة واتحاد الادباء جيدة، فيما اشار الى ان الوزارة في
نيتها اقامة مهرجان شعري كبير في بغداد ولكن ليس بالضد من مهرجان المربد الذي كانت
للوزارة ملاحظات عليه، مشيرًا الى انه لا توجد لديهم تخصيصات للادباء المرضى،
الوزير الحديثي تحدث بصراحة عن شؤون الثقافة العراقية كافة عبر هذا الحوار معه.
* مرت سبع سنوات.. والمثقف العراقي ما زال يشكو من عدم الرعاية والاهتمام، ماذا
تقول في هذا؟
- من حق المثقف العراقي ان يشكو، والحقيقة.. ان من حقه ألا يشكو منذ سبع سنوات، بل
منذ عقود، ولكنه كان في السنوات التي سبقت تاريخ 9 / 4 /2003 غير قادر على الشكوى
لأنها ممنوعة، ومنذ سبع سنوات بدأ المثقف العراقي بالشكوى لان ما حصل للعراق لم
يحصل لبلد اخر سواه، دخول القوات الامريكية وقوات التحالف وما افرزه هذا الدخول من
ظهور جماعات ارهابية متعددة شل حركة العراق بشكل عام والمثقفون كان مستهدفين
بالدرجة الاولى لان قوى الظلام وقوى الارهاب عرفت ان المثقف العراقي هو سر قوة
العراق واساس بناء العراق المتين، لذلك اتجهوا الى المثقف العراقي لكي يدمروا البلد
من خلال تدميره، والواقع كان المثقفون معذورين حينما تركوا البلاد وتحركوا في عدد
من الدول العربية لان مصير اغلبهم القتل داخل العراق، والذين بقوا داخل العراق
لسنوات طويلة الى نهاية العام 2006 تقريبًا لا يستطيعون الظهور في الوسط الثقافي
وكان مختبئًا لأن مصيره القتل كما ذكرت، هذه نقطة، والنقطة الثانية أن المثقف
العراقي طموحاته كبيرة فكيف وقد تهدمت البنى التحتية العراقية، ووزارة الثقافة ليست
بمنأى عن محاربة الارهابيين، فقد تعرضت هي الاخرى الى مضايقات والى حصار وظهور
مفرزات، في كل هذه الاوضاع الداخلية، ان العدد الكبير من المثقفين العراقيين لم تعد
لديهم القابلية على الظهور بالمظهر الثقافي الحقيقي الذي نريد نحن ويريده المجتمع
العراقي منهم كما هي وزارة الثقافة.
* ما الذي قدمته وزارة الثقافة للمثقف العراقي اذًا؟
- في السنوات الاولى كانت متعثرة، وكان ما قدم ضئيلاً ولست اتهم وزيرًا او
المسؤولين الذين سبقوني بالتقصير ولكنهم ايضا وقعوا ضحية الظروف القاهرة انذاك،
ولكن منذ تسلمنا لمهام وزارة الثقافة منذ ما يقرب من السنتين كانت حركة الثقافة
للذي ينظر اليها بحيادية يجد اننا تجاوزنا كثيرا من العقبات التي واجهتنا وواجهت
الوزارة منذ زمن بعيد، كنا ندعو الى وطنية الثقافة العراقية وحاربنا الطائفية فيها
وأوقفنا العديد ممن كانوا يكتبون مندفعين وراء الطائفية، ان ينظر الى ان الوزارة
الان وان الوضع الان افضل وان توجيهاتنا مستمرة بأن نقدم نتاجًا ثقافيًا وطنيًا لا
يمكن ان يحسب لكتلة معينة او طائفة معينة او لحزب، انجزنا الكثير للمثقف العراقي،
ها هي قناة (الحضارة) الفضائية كانت أجهزتها ومكائنها موجودة وكل مستلزماتها منذ
سنوات طويلة، لكننا وعلى الرغم من انه لم يخصص لها في وزارة المالية مبالغ لكننا
بمجهود استثنائي بادرنا بفتح هذه الفضائية، وربما ستقول لماذا لا تؤجل الى ان تأتي
تخصيصات لها، انا اقول اردت ان تكون سياسية امر واقع على الوزير الذي يأتي من بعدي
لكي يجد اننا وضعنا اساسًا حتى اذا كان هذا الاساس غير متين، فسيكون مجبرًا على أن
يتواصل معها وان يدعمها من خلال تخصيصات السنوات اللاحقة، هذا جانب، المراكز
الثقافية غير موجودة في العالم وبجهود كبيرة ومراجعات وبالتعاون مع وزارة المالية
ومع دولة رئيس الوزراء والاخوة المسؤولين في الوزارة استطعنا ان نحصل على تخصيصات
للمراكز الثقافية وفاتحنا ثمان دول عربية واجنبية لفتح مراكز ثقافية والان اصبح
المركز الثقافي العراقي في واشنطن حقيقة قائمة وتمارس اعمالها بشكل جيد وقد افتتح
قبل ايام قلائل، كذلك البيوت الثقافية في المحافظات توسعنا بها بشكل كبير واصبح
الان لدينا 22 بيتًا ثقافيًا في العراق ونحن كنا قد عقدنا اجتماعًا قبل ايام لنتحرك
على الاقضية وليس على مراكز المحافظات وسنبني ونقيم بيوتًا ثقافية في عدد من اقضية
محافظات بلدنا.
* ولكن لا أثر لهذه البيوت الثقافية وما يقال عنها في الشارع الثقافي هي انها مجرد
هدر للمال؟
- انا اقول لك.. ليست البيوت الثقافية لم يظهر منها شيء..، بل حتى الوزارة، هل تعلم
ما هو السبب؟، السبب الحقيقي..لذلك؟، اخي.. نحن لا يمر اسبوع والا لدينا نشاطات
متعددة خلال اسبوع واحد ومرات في اليوم الواحد لدينا اربعة نشاطات بحيث لا نعرف اين
نتنقل لنغطي هذه النشاطات، قل لي من يعرف هذا من المجتمع اذا الفضائيات محجوبة عن
كل هذه النشاطات، اقمنا مؤخرًا نشاطًا للملكية الفكرية ورأيته على احدى القنوات،
كان بائسا ما عرض عنه، مجرد جملتين للوزير، جملتين للمدير العام، وجملتين للسيد
الوكيل، وصورة لعزف موسيقي غير مفهوم لانها مجرد لقطات وانتهى الامر، اذا كانت
الفضائيات منصرفة بعيدا عن وزارة الثقافة وعن الحراك الثقافي وعن النشاط الثقافي في
الوزارة فهل تتوقع ان الفضائيات سوف تنقل نشاطات البيوت الثقافية؟، والله.. انا
ذهبت بشخصي الى عدد من البيوت الثقافية ووجدت جهودًا كبيرة وراقية جدا، ندوات
مستمرة، محاضرات مستمرة، احتفالات مستمرة، وحضورًا كبيرًا ومعارض تشكيلية مستمرة
وعروضًا مسرحية مستمرة، لكن البيت الثقافي لا يستطيع ان يدخل كل بيت الا من خلال
الشاشة، والشاشات غير موجودة وهذا الذي دفعني بحرقة الى ان نؤسس قناة (الحضارة)
الفضائية بأمل ان تكون هي المسؤولة عن تقديم نشاطاتنا، ذهبنا الى الخارج بعدة
نشاطات، ذهبنا الى الدنمارك واعجب الدنماركيون وزارونا الى العراق مرتين وذهبنا الى
السويد والمانيا والدول العربية قاطبة سواء بأسابيع ثقافية متكاملة او نشاطات
لدوائر معينة، فأنا من خلالكم اوجه نداء الى الفضائيات بأن وزارة الثقافة تقدم لكم
مادة ثقافية اعلامية مجانية.
* ما سر علاقتكم غير الجيدة مع اتحاد الادباء؟
- ابدًا..، علاقاتنا طيبة ولكن كما قلت لك الا اذا هم يشكون فلا اعرف، ولكن هنالك
شكل معين للشكوى؟
* انهم يقولون ان الوزارة لا تستشيرهم ولا تنظر اليهم وغير ذلك؟
- عن المربد الشعري الذي تقيمه الوزارة نحن ذهبنا الى اتحاد الادباء وقلنا لهم انكم
تتصرفون كما تشاؤون، كل المرابد الشعرية التي تحصل، وكلما نذهب الى اسبوع ثقافي
نحاول ان نأخذ معنا من اتحاد الادباء، والسفرة الاخيرة الى قطر كان معنا علي الفواز
ومروان عادل.
* اذا اردنا التحدث عن الاسابيع الثقافية فهي مقتصرة على اسماء معينة؟
- الاسبوع الثقافي.. هو اسبوع للوزارة يعني الوزير عندما يذهب الا يذهب معه اثنان،
عندما يذهب مدير عام وعنده نشاط معرض كتاب، الا يأخذ معه موظفين اثنين حتى يشيلون
معه وينصبون، لو نبعث الى اتحاد الادباء او الى الصحافيين ونقول لهم تعالوا انتم
معنا ولكنكم ستقومون بحمل الحقائب وحمل كذا اشياء، هل يليق هذا بهم او بنا؟.
* انا أتحدث عن موظفين يذهبون مع الوفود الثقافية؟
- الموظفون لجان، لجان صرف ولجان تنظيم المهرجانات، (يا اخي.. انتم شعليكم بيهم)،
هم موظفونا، يجوز اننا واثقون بهؤلاء ولا نثق بغيرهم، وأخذنا معنا اعلاميين، كم مرة
اخذنا من قناة (العراقية) واخذنا صحفيين ونحن لدينا صحيفة موجودة، نحن اذا يطلب منا
50 شخصا، والدول هي التي تطلب، نريد مشاركة لدار الازياء العراقية ونريد مشاركة
للفرقة القومية ونريد مشاركة الى شاعرين او ثلاثة، ويأتينا العدد الفرقة القومية 18
ودار الازياء 14، هؤلاء هم، هل يذهب مثقف ليعرض ازياء؟!!.
* لماذا تخليتم عن اقامة مهرجان المربد؟
- لم نتخلَّ عن المربد اساسًا، هناك ملاحظة حتى تكون في الصورة، يقام المربد،
ويبدأ الاشتراط والرغبة التي تقرؤها في الوجوه ان يقيم هذا المربد ويتحرك عليه
اتحاد الادباء وفرع اتحاد الادباء في البصرة، وجلسوا معي هنا، وكنت شديد الفرح، كان
هنا علي الفواز وفاضل ثامر والاستاذ الدكتور مالك المطلبي، وتكلمت معهم بأنه يجب ان
يظهر الشاعر الذي يفتح الوجه، قال الدكتور مالك المطلبي: اعطوني الصلاحية ولا اجعل
احدا يظهر الا بالمستوى اللائق، وسلمنا الامور وذهب وكيل الوزارة هناك وتحرك مع
رئيس اللجنة وهناك تحرك لاتحاد الادباء، واذا بنا نسمع شعراء في المربد لايجيدون
الرفع ولا النصب ولا الجر، نلوم الاخ مالك المطلبي، لست انا مباشرة، لكن نقل لي هذا
الكلام، ان كيف سمحت لهذ الشخص ان يطلع لانه اخجلنا وراح يثير ضجة، وفعلاً اثيرت
ضجة، قال: جاءوا وهددوني ان نثير بلبلة في القاعة اذا ما نظهر، لا..، لو كانت وزارة
الثقافة الموجودة كنت اذهب من البداية وآخذ المحافظ ليكون حاضرا والشرطة موجودة،
والذي يحاول ان يسيء الى ثقافتنا والى نتاجنا الثقافي يسحبونه ويخرجونه خارج
القاعة، ونقدم الشعراء المحترمين الكبار الذين نحن نعتز بهم، اذًا نحن نسلم الامور
لهم وبالتالي تكون النتائج هكذا، وبالتالي لا نستطيع ان نعاتب احدًا، ونحن
المسؤولون عن المربد، اما ان نكون نحن المسؤولين عن المربد من الان ولنا الامر
والنهي في من يدخل ومن لا يدخل، ومن يحضر من الشعراء ومن لا يحضر، ونحن لسنا
قاصرين، نعم.. اتحاد الادباء على رأسي، وانا عضو اتحاد الادباء، نستطيع ان نعرف من
هو الاديب الذي يليق به ان يمثل العراق في المربد، لذلك.. عندما يكون الامر هكذا
نقول لهم نحن ندعمكم بما نستطيع وانتم اقيموا المهرجان ونحن لن نتخلى عنكم، لكن
عندما تحصل هفوات دع اتحاد الادباء يقول نحن المسؤولون عن هذه الهفوات وليس وزارة
الثقافة، اما ان ادخل وانا مسؤول عن دخولي او لا ادخل، هل هذا منطقي ام غير منطقي؟

* ولكن قيل ان هناك قرارًا بترك امر اقامة المهرجان لمحافظة البصرة؟
- لا.. نحن لم نعمم هذا الامر، مهرجاناتنا متعددة، ولم يصدر قرار، بل كان رأيًا ولم
يصدر به شيء الى حد الان، ومع هذا انا تكلمت مع المستشار الثقافي يوم الثلاثاء
الماضي (25 /5/ 2010) وقلت له: حتى لا يحسب قرار وزير، وزير متعجرف، لدينا هيئة رأي
فيها وكلاء ومفتش ومدراء عامون ورؤساء اقسام، يعرض هذا الموضوع على هذه الهيئة،
فاذا اتفقوا على هذا الرأي اتفقوا، وان لم يتفقوا انا احترم رأيهم ويبقى المربد كما
هو عليه.
* ما قصة مهرجان بغداد الشعري الذي تعتزم الوزارة اقامته ويقال انه سيقام بالضد من
مهرجان المربد؟
- لماذا هكذا، كم ثقافة لدينا في العراق موجودة، يعني ان تلبس قميصًا وان ألبس
قميصًا انا.. معناه انا ضدك، نحن لا نتنافس مع احد، نحن نفرح اذا اي منظمة مجتمع
مدني ثقافية تنجز انجازًا، نحن اول من يفتخر بهذا الانجاز، ولا اعتقد ان اتحاد
الادباء بهذه السذاجة بحيث يتصور ان وزارة الثقافة تتبارى معه او تحاول ان تقلل من
قيمته، سواء كان المربد بمسؤولية الوزارة او بمسؤولية الاتحاد، سيكون لنا دعم
وسيكون لنا توجيه ونقدم المشورة اذا كانت المشورة فقط من هناك، هناك منظمات مجتمع
مدني صغيرة شباب بمستوى 15 و 16 سنة باطراف بغداد او اطراف المحافظات نذهب اليهم
وندعمهم ونقدم لهم ونفخر بعطائهم.
* هل هنالك فعلاً مهرجان مثل هذا؟
- الى حد الان لم يبت في هذا الامر، لكننا ننوي ان نقيم مهرجان بغداد الشعري، وقل
لي: اذا كان المربد يقام بالبصرة، ومهرجان شعري في بغداد، هل في ذلك ضير على اتحاد
الادباء او على الصحفيين او على اي مثقف، انه مفيد للحركة الثقافية، واذا استطعنا
ان نقيم في المحافظات مهرجانات شعرية سنقيم، هذا الموضوع لا ينظر اليه هكذا، وارجو
ان يكون رسالة: نحن ننظر الى اتحاد الادباء بكل محبة وبكل الاحترام والى شخص رئيس
الاتحاد والهيئة الادارية ومنتسبي الاتحاد بكل احترام ونتابع نشاطاتهم ونعتز بها،
واذا كانوا يفكرون بأنه توجد قطيعة فالقطيعة من طرفهم وليست من طرفنا، نحن لا نقاطع
احدًا.
* بمناسبة اليوبيل الذهبي للاتحاد لم يحضر اي احد من الوزارة؟
- انا لم اكن موجودًا اولاً، وارسلت باقة ورد، اريد ان اقول شيئًا للاخوان في اتحاد
الادباء: اقول لهم: اذا قطعتم الحبل سنوصله، واذا بدر منا تقصير فليتأكدوا انه
تقصير غير متعمد.
- يرمم المسرح الوطني حاليًا بمبلغ مليار و450 مليون دينار فيما الوزارة تشكو من
قلة التخصيصات؟
- نحن نصرف على الثقافة والمهرجانات من الميزانية التشغيلية، الترميم هذا من
الميزانية الاستثمارية، مرصود على وزارة التخطيط، اي لا نستطيع ان نأخذ من تخصيصات
ترميم المسرح الوطني فلسا واحد، لان هذا طريقه استثماري، والطريق الذي نظهر به
نشاطاتنا يكون من خلال الميزانية التشغيلية البائسة البسيطة التي تأتي، اذا ألغي
ترميم المسرح الوطني فإن المبالغ سوف لن تأتي الى الوزارة بل ستذهب الى الخزينة،
تبقى نفطة اخرى، هذا ليس اشرافه من عندي، من الوزير، هناك اليات تتقدم بها شركات،
ويتم الاحالة الى هذه الشركة، والشركة عليها مهندسون، ومن يراقبها، ليس وزارة
الثقافة، نحن لسنا طرفًا في هذا الجانب ولكن اذا جاء تقصير ونقل الينا من خلال
مهندسينا سنحاسبهم.
* ما رأيك بترميم مسرح بمليار و450 مليون دينار؟
- لا اعرف.. ربما يستحق اكثر او اقل، انا لست مهندسًا، لا استطيع ان اقيم ان هذا
الترميم يحتاج الى مليار او عشرة.
* لو يعطونك هذا المبلغ هل سترمم فيه مسرحًا ام تبني مسرحًا جديدًا؟
- يجوز لا يكفي، لست مهندسًا، اخي.. لا تسألني بهذا الجانب، وعن هذا الموضوع، انه
ليس لي، هذا الامر لايمكن ان يكون هدر اموال (بالبلاش)، هناك لجان تطلع وتتحرك
وتقدر كم هو الموجود، ومن وزارة التخطيط هناك رقابة على هذا الموضوع والتقديرات
موجودة وكاملة من قبل متخصصين، يعني انت الان اذا قلت لي بعشرة مرلايين ترميمه اقول
جائز، واقول تقول لي بمثتي مليار اقول لك جائز، انا لا اعرف هذا الموضوع.
* اين انتم من السينما العراقية التي ما زالت غائبة عن المشهد الثقافي؟
- اقول لك.. العافية درجات، مسألة السينما مسألة كبيرة جدا، نحن الان نبذل جهودًا
لكي نهيئ بيوتنا الثقافية والمجالس الثقافية والمسرح الوطني، وتحركنا على ساحة
الاحتفالات وعلى المسارح الاخرى، نحن نتحرك بضمن الامكانيات المتاحة، اما ان نترك
حاجتنا المباشرة ونطفر طفرة كبيرة لسنا قادرين على ان نحققها من خلال تخصيصاتنا
البائسة، هذا أمر حلم، انا احلم واتمنى ان تكون سينما هكذا، لكنني حائر بخشبة
المسرح، كيف ترمم خشبة المسرح، هل تعلم كلفة انتاج الافلام ما هي؟، عرض عليّ قبل ما
يقارب العام ان نصور فيلما عن (نازك الملائكة)، وتحركت انا ولم اكن خبيرا بقضايا
السينما، تحركنا وقالوا احمد عبد الوارث عسر واخرون وفيلم كبير، وانا اتحرك كنت
مصدقًا ان بأمكاننا ان ننجز شيئًا، قلت هاتوا التقديرات واذا بها تسعة ملايين دولار
!!، فقالوا سوف نناقشهم اكثر، اخر شيء قالوا ممكن بأربعة ملايين دولار نقدر ان نرتب
اذا كانت جهود العراقيين معنا، ونحاول ان من كذا ومن كذا، اربعة ملايين دولار لو
عندي كان عملت(وزارة من جنة)، وليس فيلمًا، هذه حقيقة، وانا اعتب على المثقفين
العراقيين اذا كانوا لا يدركون هذا الجانب لانهم يجب ان يراقبوا هموم الوزارة
ويعرفوا بحق هل انها مقصرة او غير مقصرة، هذه الامور الكبيرة في دول مستقرة ومنذ
سنوات لا تزال مقصرة في ميدان السينما.
* هناك الكثير من المثقفين مرضى ولا يمتلكون ثمن علاجهم، اين الوزارة منهم؟
- والله.. والله.. لو هناك فلس للمرضى لوزارة الثقافة من حقهم، انا مسؤول عن العمل
الثقافي، ولكن انا احسب لك: احسب.. عشرة الاف فنان وعشرة الاف صحفي وسبعة الاف
اتحاد ادباء ومنتديات الشياب ومجالس ادبية، اذا تجمعها لا تقل عن 30 او 35 شخصا، هل
تعتقد ان لهم في تخصيصاتنا مبلغا لعلاجهم، هذا الامر لابوجد، وهو ليس من مهام وزارة
الثقافة ان تعالج المرضى، لكننا مع ذلك يوجد باب صغير في ميزانيتنا يسمى (باب
الدعاية) وهذا نحن ننفق مبالغه في الستة اشهر الاولى على مكافأة الى مريض الى
تعبان، موظف مريض او موظف احترق بيته، فنان اخر، ومع ذلك وصلنا الى الخارج وقدمنا
ما استطعنا ان نقدمه الى بعض الفنانين، ولكن قل لي الذي لديه كأس ماء.. كيف يعطي
صفيحة (تنكة) ماء.
* كيف تنظر الى واقع المشهد الثقافي من مختلف جوانبه؟
- انا متفائل جدًّا بالواقع الثقافي.. لكن هنالك معضلة، ولا يزعل مني المثقف
العراقي، نحن ننقسم الى عدة اجزاء، منا المثقف الحقيقي الذي هو الاديب الحقيقي
والصحفي الحقيقي والفنان المبدع، ومنا المثقف الحقيقي وغير الحقيقي الذي هو عالة
على الثقافة ومسيس الى جهة او الى حزب معين يحاول ان يهدم، فيسخر كل امكانياته الى
هدم الثقافة انصياعًا وراء رغبات الجهة التي ينتمي اليها، وهم قلة بصراحة، والقسم
الاخر هم: الصحافي الذي يكتب مقالة واحدة في جريدة ويقول انا من الصحافيين ويبدأ
بمطالبات كبيرة جدًّا، او شاعر يكتب قصيدة بائسة ويقول اين اتحاد الادباء واين
الوزارة، ولماذا لا تكرمني، وكذلك بالنسبة إلى الفنانين، هناك الذي يتأرجح على خشبة
المسرح وهو مستجد ويطالب مطالبات الكبار، هذا الكلام.. يجب ان يفهمه كل هؤلاء، حتى
المثقف البسيط وحتى الصحفي المتواضع نحن ندعمه ونقومه ونتمنى ان يكون صحافيًا
كبيرًا لكن لا يحاول هذا الشخص ان ينظر الى جهود الكبار من الصحافيين والمثقفين
ووزارة الثقافة وانه اصبح العلم الاوحد وكل الذي يراه في الساحة الثقافية اداء مختل
او بسيط، انا من خلالك ومن خلال صحيفتك الطيبة والرائعة اقول لكل من يحاول ان يشل
حركة وزارة الثقافة او الحراك الثقافي اقول له: ان وزارة الثقافة تبقى تحترم كل
المثقفين واذا كنا نعتب بالكلمات التي ذكرتها والتي ربما فيها شيء من القسوة انما
هي دعوة لهم لكي يقفوا الى جانبنا ونقف الى جانبهم ونرتقي بالحراك والنشاط الثقافي
الى المستوى الذي يليق بالعراق وبالثقافة العراقية.