الثقافة من منظور علم الآثار : حقيقة ومدلول
المساكن المحفورة في المنحدر [سكارا]، قرية العصر الحجري الحديث والأكثر اكتمالا بأوربا
صنع نقطة ليفالوا Levallois Point
قناع للوجه على صورة نقاط محفورة وأدوات من العظم يرجع عمرها إلى 75 -80 سنة في كهف بلومبس Blombos
مونتي ألبان موقع أثري
الحفريات في المنطقة الجنوبية من فصيلة الكاتاليوك Çatal Höyük
لوحة جدارية عبارة عن مجموعة من الثيران البرية، والغزلان، والبشر من فصيلة كاتاليوك Çatalhöyük، والتي عاشت بالألفية السادسة قبل الميلاد -- متحف حضارات الأناضول، أنقرة، تركيا.
مع أوائل القرن التاسع عشر اعتبر
علم الآثارعلم الآثار مكملا
للتاريخ، قي أغلب الأمر، وكان هدف علماء الآثار تحديد القطع الأثرية وفقا
لتصنيفها وموضعها بين
الطبقات الأرضية،، وبالتالي تحديد موقعها الزمنى والمكانى.. ودعا العالم فرانز بواس Franz Boas إلى أن يكون عليم الآثار واحدا من المجالات الأربعة للانثروبولوجيا الاميركية، كما زعم أيضا أن المناقشات التي تدور قي فلك علماء الآثار كثيرا ما يوازيها تالك المناقشات التي تدور قي أروقة علماء الأنثروبولوجيا الثقافية...........................................................................................................................و في الفترة ما بين 1920 و 1930 بدأ كل من عالم الآثار الاسترالى ذو الأصل البريطانى
V. جوردون شيلدV. Gordon Childe، والأميركي
و سى ماكيرنW. C. التحرك بشكل مستقل من السؤال عن تاريخ القطعة الأثرية، للسؤال عن أولئك الذين قاموا بإنتاجها—عندما يقوم علماء الآثار بالعمل جنبا إلى جنب مع المؤرخين، فإن المواد التاريخية عموما ما تساعد على الإجابة على مثل هذه الأسئلة، ولكن عندما لا تتوفر المواد التاريخية، فلابد من أن يقوم الاثريون باستحداث أساليب جديدة.هذا وقام كل من تشيلد Childe وماكيرن McKern بالتركيز على تحليل العلاقات بين الأشياء التي يتم العثور عليها معا ؛ الأمر الذي أدى إلى التوصل إلى أساس لنموذج ثلاثي المستويات :
- قطعة أثرية فردية، لها سطح، وشكل، والصفات التكنولوجية (مثل رأس السهم)
- تجمع من القطع الأثرية التي عثر عليها، والتي كان من المحتمل استخدامها، معا (مثل رأس السهم، القوس والسكين)
- تجمع أو عدة تجمعات من القطع الأثرية والتي تشكل معا الموقع الأثري (مثل رأس السهم، القوس والسكين ؛ الوعاء وبقايا الموقد ؛ والمأوى)
ومما وصل إليه تشايلد أن "تكرار وجود القطع الأثرية قي تجمعات " يمكمن أن يعد نوعا من
الثقافة "الأثرية." [70][71] كما ينظر تشايلد وآخرون "لكل ثقافة الأثرية... على أنها مظهر مادي
لأشخاص معينين." [72]و في عام 1948 قام
والتر تايلور Walter Taylor بتقنين الأساليب والمفاهيم التي وضعها علماء الاثار لتكون نموذجا عاما للمساهمة الأثرية لمعرفة الثقافات. حيث بدأ بمحاولة لفهم الثقافة بوصفها نتاجا للنشاط المعرفي للإنسان، والتأكيد البوسينى على المفاهيم الموضوعية للكائنات قي ضوء السياق الثقافي لها.هذا وقام بتعريف الثقافة على أنها ا "ظاهرة عقلية، التي تتألف مما يشتمل عليه العقل، وليس من الأشياء المادية أو السلوك الخاضع للملاحظة."
[73] ثم قام بوضع نموذج ثلاثي المستويات للربط بين الأنثروبولوجيا الثقافية والآثار، والذي وصفه بأنه
علم الآثار الموصل:
- الثقافة، الغير خاضعة للملاحظة والغير مادية
- السلوكيات الغير مادية الناتجة عن الثقافة، والتي يمكن ملاحظتها
- الهدف والغاية النهائية، مثل الأعمال الفنية والمعمارية، والتي هي نتيجة للسلوك والمادية
هذا هو، والمصنوعات المادية ما هي إلا من بقايا الثقافة، ولكن ليست الثقافة نفسها.
[74] وكان ما يقصده تايلور هو أن السجل الأثري يمكن أن يسهم في المعرفة الأنثروبولوجية، ولكن فقط إذا قام علماء الآثار بتصور عملهم على أنه ليس مجرد التنقيب عن الآثار وتسجيل مواقعها في الزمان والمكان، ولكن ما يمكمن استنتاجه من السلوكيات التي من شأنها إنتاج واستخدام تلك المواد ومن ثم استنتاج الأنشطة العقلية التي يقوم بها الناس. على الرغم من أن العديد من علماء الآثار قد وافقوا على ان البحث كان جزءا لا يتجزأ من الأنثروبولوجيا، إلا ان برنامج تايلور لم ينفذ بالكامل أبدا. أحد الأسباب قي ذلك هو أن نموذجه الثلاثى المستويات للاستدلالات تطلب الكثير من العمل الميداني والتحليل المختبري ليكون عمليا.
[75] وعلاوة على ذلك، فكان يرى أن البقايا المادية التي ليست قي حد ذاتها مكونات ثقافية مما أدى إلى محوها من الثقافة، في واقع الأمر أدت إلى تهميش علم الآثار بالنسبة إلى لأنثروبولوجيا الثقافية.
[76]و قي عام 1962 قام
لويس بنفوردLewis Binfordا تلميذ ليزلى وايت بتقديم اقتراحا فيما يتعلق بعلم الآثار الأنثروبولوجي، والذي يسمى "علم الآثار الجديد" أو،
"علم الآثار الإجرائى"، وذلك على أساس تعريف وايت للثقافة بأنها "وسيلة - جسدية إضافية للتكيف لجسم الإنسان."
[77] ] وقد سمح هذا التعريف لبنفورد بتأسيس علم الآثار كغحدى المجالات الهامة من أجل السعي لمنهجية البيئة الثقافية لجوليان ستيوارد :
وتعتبر الدراسة المقارنة للنظم الثقافية باستخدام الأساليب التكنولوجية المتغيرة في مجموعة وتكنولوجيات بيئية مماثلة أو مشابهة في بيئات مختلفة هي المنهجية الرئيسية لما أطلق عليه ستيوارد (1955 : 36-42) "البيئة الثقافية"، كما أنه بالتأكيد وسيلة قيمة لزيادة قدرتنا على فهم العمليات الثقافية. كم أن مثل هذه المنهجية مفيدة أيضا في توضيح العلاقة البنيوية بين الفروع الثقافية الكبرى مثل النظم الفرعية الاجتماعية والايديولوجية.
[78]وبعبارة أخرى، فقد قام بنفورد بتقديم علما للآثار بحيث يكون مشروعا محوريا من علماء الأنثروبولوجيا الثقافية المهيمنة في ذات الوقت (الثقافة بوصفها غير قابلة للتعديلات الوراثية بالنسبة إلى البيئة)، كما كان علم الآثار "الجديد" يمثل الأنثروبولوجيا الثقافية (في شكل البيئة الثقافية أو الأنثروبولوجيا الايكولوجية) للماضي.
في عام 1980 ،كانت هناك حركة في المملكة المتحدة وأوروبا ضد وجهة نظر علم الآثار باعتبارها مجإلا من مجالات الأنثروبولوجيا، مرددين قي ذلك رفض رادكليف براون في وقت سابق للأنثروبولوجيا الثقافية.
[79] وخلال الفترة نفسها، قام عالم الاثار التابع لجامعة -
كامبردج إيان هودر Ian Hodder
" علم الآثار ما بعد الإجرائي"كبديل. مثل بنفورد (وخلافا لتايلور) لا يرى هودر المواد على أنها أشياء تدل على الثقافة بل يراها الثقافة نفسها.، ومع ذلك وخلافا بنفورد، فلا ينظر هودر إلى الثقافة باعتبارها التكيف مع البيئة. بدلا من ذلك، فهو على اعتقاد جازم فيما يخص " النسخة السيميائية للسوائل لمفهوم الثقافة التقليدية والتي من خلالها يعد كل من العناصر المادية والفنية ،نوعا من المشاركة الكاملة في كل من إنشاء ونشر والتغيير وتلاشى المجمعات الرمزية."
[80] وفى كتابه،
، استخدام الرموز قي التعبير الحركى ، الذي نشر قي عام 1982 ,تثير الانثروبولوجيا الرمزية لكل من غيرتز، شنايدر، مع التركيز على سياق المعاني للأشياء الثقافية، وذلك كبديل لوجهة نظر ستيوارد ووايت المادية للثقافة.
[81] أما في العام 1991 فقد أوضح هودر قي كتابه،
قراءة الماضي : الطرق الحالية للتفسير قي علم الآثار وهى ان علم الآثار هو أكثر توافقا مع التاريخ من الانثروبولوجيا