الشبكات اللاسلكية.. الطريق نحو المستقبل

انتشارا في الشركات والمدارس رغم صعوبة إدارتها وتواصل مختلف الأجهزة معها

الشبكات اللاسلكية.. الطريق نحو المستقبل Internet.406102

خلال العام الحالي والاعوام التي ستليه، ستشهد جميع المؤسسات التي تملك شبكات لاسلكية نموا اساسيا في حجم الشبكات المحلية اللاسلكية WLAN واستخدامها، فضلا عن تزايد تنوع واختلاف الاجهزة الموصولة اليها، مع تزايد تجانس البنية الاساسية الخاصة بها. ومع هذا التقدم الحاصل ستحتاج أقسام ودوائر تقنية المعلومات في تلك المؤسسات الى الاستراتيجية التي تقوم بتوحيد ادارة وأمن البنيات الاساسية لكل من الشبكات السلكية واللاسلكية.
ويبدو ان الطريق امام الشبكات اللاسلكية بات معبدا امام التقدم الكبير هذا لاقامة الشبكات الموسعة، وامكانية دخول العديد من المجموعات المختلفة من المستخدمين اليها عبر تقنيات مثل «واي فاي» للاتصالات اللاسلكية قصيرة المدى و«واي ماكس» للاتصالات بعيدة المدى بالانترنت، والتشبيكات اللاسلكية الاخرى. لكن قد تعترض مثل هذه الطريق عراقيل كثيرة اذا اختارت المؤسسات ومشاريعها تجاهل كيفية ادارة شبكاتها. الأمن والإدارة

* قبل سنتين كان العامل الامني هو ما يقلق الشبكات اللاسلكية بالدرجة الاولى، لكن العديد من الشركات تؤكد حاليا ان ما يقلقها اكثر هو كيفية ادارة هذه الشبكات.

وغالبا ما كان أمن الشبكات وادارتها يعتبرا من قبل الشركات العاملة في هذا القطاع قضيتين متميزتين ومنفصلتين، لكنهما باتا يمثلان حاليا وجهين لعملة واحدة. وعلى الرغم ان المؤسسات تقول انها قد يكون من الممكن تحديد سياسة امنية قوية، الا انه من الصعب تنفيذ وفرض مثل هذه السياسات بشكل منتظم ومتناسق.

والحقيقة يجب ان تقال وهي ان الشبكة اللاسلكية لا يمكن تأمينها من دون الادارة، وهذا هو الحال مع جميع المؤسسات والهيئات الكبيرة ابتداء من اكبر 500 شركة التي تأتي على ذكرها عادة مجلة «فورتشون»، وصولا الى الجامعات ومراكز العناية الصحية التي تقوم بتشغيل شبكات «واي فاي» التي تنمو باضطراد لخدمة موظفيها الذين تتزايد تحركاتهم وتنقلاتهم. واليوم يرى الكثير من هؤلاء الموظفين شبكات WLAN كوسائل اساسية للاتصال بشبكات المؤسسات.

وعلى الرغم من ان الشركات تستخدم تقنية الشبكات اللاسلكية المحلية هذه لأغراض مختلفة، الا انه برزت ثلاثة اتجاهات مهمة عبر كافة القطاعات، في الوقت الذي اصبحت الشبكات اللاسلكية اكثر تخصصا وتوجها للمهام المناطة بها، مع تزايد استخدامها وتعقيداتها. ومثل هذه الاتجاهات الاساسية استرعت الاهتمام الى الحاجة الى ادارة متفوقة خاصة بالشبكات اللاسلكية، وذلك خلال العام الحالي، وما يتبعه مستقبلا.

وبدلا من التأمل في عكس مثل هذا الاتجاه ومقاومته فان محترفي وخبراء تقنيات المعلومات بحاجة الى التركيز على استراتيجية ادارة التطوير التي تتحالف مع اتجاهات كهذه، وبالتالي تؤمن ايضا المرونة الكافية للتأقلم مع التغيرات المحتومة عبر هذا الطريق.

توسيع الشبكة

* قبل سنوات قليلة جدا كانت حفنة من الشبكات تحتوي على ألف او اكثر من نقاط الدخول اللاسلكية، وهذا ما يشكل شبكة WLAN متوسطة الحجم في يومنا هذا. لكن عددا متزايدا من الشبكات باتت تتوسع نحو 10 الاف نقطة دخول موزعة عبر مئات الالاف من المرافق.

وفي الوقت الذي يتزايد فيه الطلب على الشبكات اللاسلكية التي شرعت هي الاخرى في التوسع لتشمل مئات الآلاف من العقد الشبكية والمستخدمين، تستمر اعباء الدعم والصيانة لتشل هيئة موظفي هذه الشبكات المثقلين بهذه المسؤوليات، والذين يعملون أكثر من طاقاتهم. وليقوم مشغلو هذه الشبكات بتفادي هذه الأعباء الثقيلة تنظر الشركات والمؤسسات الى برمجيات خاصة بالإدارة التي تؤمن نقطة ادارة واحدة يمكن منها ادارة الشبكة بأكملها بغض النظر عن امكانيات نموها وتوسعها.

من الامثلة الممتازة على توسع الشبكات اللاسلكية مثال الهيئة المشرفة على المدارس العامة في دائرة فاير فاكس في ولاية فيرجينيا التي لا تعتبر اعدادها من اكبر اعداد المدارس في الولايات المتحدة، مع وجود أكثر من 240 مدرسة و166 الف تلميذ و21 الف موظف، فحسب، بل تعتبر ايضا واحدا من اكثر الهيئات المدرسية ابتكارا، فكل صف في هذه المنطقة موصول الى الانترنت عبر نقاط الدخول الشبكية. ومع قيام منطقة المدارس بتغطية نحو 400 الف ميل مربع تقريبا، فانه من المكلف جدا جدا ارسال مهندسين للشبكات الموجودين في الموقع الى مبنى كل مدرسة بحالها لتشخيص عطل في الشبكة اللاسلكية المحلية واصلاحه. وتوجب على موظفي «فايرفاكس آي تي» في مثل هذه الاحوال مواجهة التحدي الناجم من شبكة لاسلكية واسعة مشتتة جغرافيا والعثور على حل كبير لادارة الشبكة، الذي يتيح لهم رصد الشبكة من بعيد وادارتها. لذلك اختاروا تقنية مصممة لتمكين ادارة WLAN وجعلها مأمونة تماما، مثل الشبكات السلكية التي تتيح لهم رصد الشبكة اللاسلكية برمتها وترتيبها ورصدها من نقطة مركزية واحدة.

تنوع الاجهزة
* وعندما تأسست شبكات «واي فاي» لاول مرة لم يكن هناك سوى اختلافات وتفاوتات بسيطة في الاجهزة، لكون الاغلبية الساحقة من الاجهزة الموصولة بعضها ببعض كانت تتألف من كومبيوتر لابتوب يقوم بتشغيل انظمة تشغيل «ويندوز». أما اليوم فان اي جهاز مدعوم لاسلكيا يستخدمه الموظف المسؤول، سواء كان كومبيوتر لابتوب، او منظم شخصي «بي دي أيه»، او هواتف ذكية وغيرها، باتت تشكل عقدة من عقد المشروع برمته.

ولتعقيد مهام دوائر تقنية المعلومات اكثر، فان هذه العقد لا تبقى ثابتة في مكانها، بل انها تتحرك عبر المشروع، او الشبكة كلها، وهي تتأثر وتؤثر في الوقت ذاته باداء الشبكة في المواقع المختلفة. وفي غالبية الاحوال يختار الموظفون اجهزتهم الجوالة كخيار شخصي من دون ان تقوم شركتهم باختيارها لهم للحد من تنوع الاجهزة. وهو امر من غير المحتمل ان يتغير عندما تصبح هذه الاجهزة اليدوية قادرة على دعم شبكات «واي فاي».

وبدلا من الحد من انواع الاجهزة المستخدمة، يتوجب على دائرة تقنية المعلومات العثور على وسيلة لتسهيل الاستخدامات التجارية الجديدة للشبكة، في الوقت الذي يجب ان تؤكد فيه ايضا على قدرة البنية الاساسية اللاسلكية على دعم جميع المستخدمين الجدد واجهزتهم وتطبيقاتهم. ويتوجب على دائرة تقنية المعلومات مع تزايد عدد تنوع وتفاوت الاجهزة المتصلة بالشبكة المحلية اللاسلكية تطوير خطة لدعم السياسات الامنية المتعددة في الوقت ذاته، وتحسين اداء هذه الشبكة بغية دعم مثل هذه الاجهزة الجديدة التي تفرض متطلبات للاداء الاعلى، واستيعاب الانماط الجوالة (المتنقلة) الجديدة داخل الشركة.

ومع الحلول الادارية للشبكة بات بمقدور دائرة تقنية المعلومات اجراء عمليات تدقيق منتظمة بصورة اوتوماتيكية للبنية الاساسية برمتها محذرة الموظفين والمستخدمين عندما لا تتماشى اي نقطة دخول او وصل، او اي جهاز مدعوم لاسلكيا، مع السياسات الامنية المتبعة.

علاوة على كل ذلك تحصل دائرة تقنيات المعلومات مع هذا البرنامج على قدرة كاملة على النظر والاشراف على الشبكة برمتها عبر مشاهد الرصد في الوقت الحقيقي، وتقارير الاتجاهات والميول التاريخية. واذا ما اشتكى احد المستخدمين من ميل الشبكة الى شل المكالمات الهاتفية عبر بروتوكول الانترنت مثلا، بمقدور دائرة المعلومات تحديد كيفية اداء الشبكة في تلك المنطقة وتشخيص المشكلة وحلها بالسرعة الممكنة.

ونظرا لاستمرار تسارع الابتكارات التقنية في الصناعات اللاسلكية قامت الكثير من الشركات بالاندماج والتكامل، او خططت لدمج تقنيات لاسلكية جديدة مثل «واي ماكس» والشبكات المتشابكة والتقنيات الاخرى المملوكة من قبل اطراف معينة في هذا المزيج من الشبكات الحالية.

مهمات وتحديات

* ورغم ان نحو 20 في المائة من الهيئات التي جرى مسحها تستفيد حاليا من النظم الهندسية المختلفة المتعددة للشبكات اللاسلكية، الا ان النسبة هذه ستتضاعف الى 40 في المائة في العامين المقبلين، استنادا الى احصاء «إير وايف» الاخير الخاص بالمستخدمين بعنوان «توجهات العام 2007 وتوقعاته».

ومثل هذا التقدم يجعل من الصعب بشكل خاص على موظفي تقنيات المعلومات من ذوي الخبرة المحدودة في الترددات اللاسلكية ادارة مثل هذه الشبكات لتقديم اداء امينا يعول عليه. وستواجه العديد من مؤسسات وهيئات تقنيات المعلومات مع تطور هذه الصناعة تحديا، في كيفية دعم النظم الهندسية اللاسلكية المتعددة وتوزيعها علاوة على الصعوبات التي سيعانيها البائعون.

واضافة الى كل ذلك فانه من دون ميزانية خاصة بمهمات «إنزع واستبدل» بالنسبة الى العتاد والاجهزة القديمة بغية دمج التقنيات المختلفة في شبكاتها، فان غالبية الشركات تود وتتوقع ان تدوم البنية الاساسية اللاسلكية ثلاث سنوات او اكثر. من هنا يتوجب على دوائر تقنيات المعلومات مجابهة طلب اخر، الا وهو تشغيل شبكات تعود الى اجيال متعددة تشمل اخر ما توصلت اليه التقنيات، الى جانب العتاد القديم الموروث.

وتحتاج دوائر تقنيات المعلومات على المدى الطويل، في الوقت الذي تتوسع فيه الشبكات اللاسلكية وتصبح اكثر تعقيدا، الى الاخذ بعين الاعتبار الاستثمار في الحلول الحيادية لإدارة الشبكات، التي توفر لافرادها المرونة للتحكم ورصد كل من البنيات الاساسية والمتطورة من النقطة ذاتها.

وفي الوقت الذي شرع فيه المئات بل الألوف من المستخدمين الاعتماد على الشبكة المحلية اللاسلكية في سياق حياتهم اليومية، فانه بات من غير الممكن معالجة هذه الشبكة على اساس كونها شبكة منفصلة تقف بمفردها. بل ينبغي النظر اليها كجزء متكامل من البنية الاساسية الاجمالية

تقبلوا تحياتي

عاشت الايادي

thanks

حلو

» الانترنيت ام الشبكات /سعد الحديثي