مقدمة بحث عن بيت الحكمة

المقدمة

يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد اوتي خيراً كثيراً[1]

لقد عني الاسلام بالعلم عناية لاتخفى على ذي بصيرة بل انه الزم المسلمين على اختلاف الوانهم واجناسهم نسائهم وارجلهم وصبياهم وشيوخهم بطلب العلم ورفض الجهل بكل انواعه .بل جعل منزلة طالب العلم كمنزلة القانت العابد والمجاهد الصابر في سوح الوغى وميادين القتال فقد وردت كثيرا من ايات التنزيل الذي تدعو الى التعلم وطلبة وفضل العلم والعلماء على غيرهم.

فقد وردت كلمة العلم ومشتقاتها اكثر من سبعمائه وثمانين موضعا في القران الكريم [2] وكذلك كلمة اقرا التي افتتح بها ربنا عز وجل كتابه فقد كانت اول اية هي ((اقرا باسم ربك الذي خلق ))[3] وتكررت هذه المفرده ومرادفاتها سبع عشرة مرة [4] لان القراءة اساس التعلم والمعرفة .ونجد ان الحق سبحانه وتعالى عندما اقسم ببعض مخلوقاته فقد اقسم ايضا بالقلم فقال ((ن والقلم وما يسطرون )[5]

وكلمة القلم ذكرت في القران الكريم اربع مرات [6]

اما المصدر الثاني في التشريع الاسلامي فهي سنه معلمنا الاول محمد صلى اللة علية وسلم فقد حث واكد على العلم والتعلم بل اثاب على طالبه وعاب تاركه فقد افرد كل من كتب في الصحاح او المسانيد وغيرها بابا خاصا للعلم .وهذا يدل على مدى اهتمام نبي الرحمه باهمية العلم في حياة الفرد والامه الذي قال عن نفسه ( ان الله لم يبعثني معنتا ولا متعنتا ولكن بعثني معلما ميسرا)[7]

من هذه المؤثرات ومن خلال التزامهم بالدين الجديد انطلق العرب الى ارتشاف العلوم بعد ان حملوا رايه التحرير الى البلاد المجاورة فدخل اهلها في الاسلام فحثهم على طلب العلم والمعرفه وخلال استقرار المسلمين في البلاد المفتوحه وغيرها من الامصار نهض الخلفاء وولاة الامور بنشر العلم وفتح المدارس بعد ان كانت حلقات العلم محصورة على المساجد

والموضوع الذي رغبت الكتابه فيه هو بيت الحكمه البغدادي لاقف على هذا الصرح العلمي الذي شيده الخلفاء العباسيون خلال حكمهم والذين جعلوا من بغداد في زمانهم كعبة العلماء وطلبه العلم من كل حدب وصوب .لان بغداد كانت تمثل الدنيا باسرها لما زخرت به علوم ومعارف ومدينه وحضارة ابهرت ملوك اوربا

والاطلاع عليه بصورة دقيقه لابد من الرجوع الى المصادر التاريخيه التي ارخت لمدينه بغداد وهي اكثر من ان تحصى لانها كانت عاصمة الدوله الاسلاميه التي امتدت من الصين شرقا وحتى جنوب اسبانيا غربا [8]

فمن المصادر تاريخ الرسل والملوك لشيخ المؤرخين محمد بن جرير الطبري (ت310هـ) والتكامل في التاريخ لابن الاثير (ت630هـ)تاريخ بغداد للخطيب البغدادي (ت463هـ)ووفيات الاعيان وابناء الزمان لابن خلكان (ت681هـ)وسير اعلام النبلاء للامام الذهبي (ت748هـ)والبدايه والنهايه لابن كثير (ت774هـ)وكوركيس عواد في خزائن الكتب القديمه في العراق وحسن ابراهيم حسن تاريخ الاسلام السياسي والديني والثقافي والاجتماعي وغيرها من المصادر والمراجع وكانت استفادتي من جميع المصادر جيدة والحمد لله ولو ان المؤرخين مختلفين في مناهج كتبهم وقد وجدت ضالتي في كتاب الفهرست لابن النديم لانه اورد كثيرا عن هذه المؤسسه العلميه وقد قسمت بحثي الى ثلاثه مباحث تناولت في المبحث الاول.متى اسس بيت الحكمه ومن هو الخليفه الذي بناه التسميات التي اطلقت عليه. موقعه. هيكليه الاقسام التي احتواها بيت الحكمه .

المبحث الثاني :العاملون في بيت الحكمه .العلماء والناسخون والوراقون والمجلدون والمترجمون والعمال الذين يقومون بخدمه العلماء . اشهر المترجمين .بعض الكتب التي ترجمت .

المبحث الثالث : دور المأمون فبيت الحكمه ، المرصد الفلكي في بيت الحكمه ميزانيه بيت الحكمه .دوربيت الحكمه في الحضارة العربيه الاسلاميه .الدور التي انشات على غراره ،بيت الحكمه والمغول .ثم الخاتمه

[1] سورة :البقرة الاية ،(269)

[2] عبد الباقي :محمد فؤاد ،المعجم المفهرس لالفاظ القران الكريم ،(دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع ،بيروت ،لبنان .)1407هـ/1987.ط/1. ص469 ـ480

[3] سورة العلق الاية (1)

[4] عبد الباقي .المعجم المفهرس لالفاظ القران الكريم ،ص539

[5] سورة القلم الاية (1)

[6] عبد الباقي المعجم المفهرس لالفاظ القران الكريم ،ص552

[7] مسلم:مسلم بن الحجاج ابو الحسين القشيري ،(ت261هـ/847م) صحيح مسلم ،تحقيق:محمد فؤاد عبد الباقي (داراحياء التراث العربي ،بيروت )2/1104

[8] الفهرست لابن النديم(ت385هـ)

» مقدمة عن بيت الحكمة
» الخاتمة لبحث بيت الحكمة
» بيت الحكمة: نموذج رائع لحوار الحضارات
» بيت الحكمة في زمن المامون
» مصادر بحث بيت الحكمة