الجمهور السوري يفضل الاغنية العراقية على أغانيه

الجمهـور السـوري يفضل الأغنية العراقية على أغانيه

دمشق ـ سامر المشعل
الغربة تشحذ الحواس، ويستفزها الحنين لكل ما يحمل رائحة وطعم وملامح الوطن، وعند بداية تعرفي على الشام وفك اسرار هذه المدينة اخذ سمعي يرهف الى صوت المطرب سعدون جابر وهو يتهادى من احد المحال في كراج السيدة زينب

في دمشق (تردون بهيمه تخلوني ذبلان الشوك البعيوني، ياهو السوه ولا هي مروه بحال الصفصاف تخلوني) فشعرت بنشوة لاتخلو من الزهو بالقيمة الجمالية والطربية للغناء العراقي التي اخذت تتجاوز نطاق المحلية وتستقطب اذواق الشعوب العربية الاخرى، ثم تلاشت المفاجأة عندي عندما اخذت تنساب الاغاني العراقية على نحو متكرر بالشام من خلال اجهزة الموبايل والسيارات والمحال والتسجيلات باصوات كاظم الساهر وماجد المهندس وياس خضر وسعدون وحاتم العراقي وحسام الرسام وصلاح البحر وعلي العيساوي... واخرين. لتلمس على نحو جلي حب واعجاب السوريين للاغنية العراقية، وليس هذا وحسب بل، ان السوريين يفضلون ويسمعون المطربين العراقيين اكثر من سماعهم لمطربيهم، وهذا يفسر تواجد نسبة كبيرة من المطربين العراقيين للعمل في سوريا. مااكده المنتج العراقي وليد دخو صاحب محل تسجيلات في منطقة-جرمانا بسوريا قائلا: السوريون يقبلون على شراء اشرطة المطربين العراقيين بكثرة لانهم يجدون الاغنية العراقية لها نكهة متميزة عن الاغاني العربية الاخرى، ولما فيها من اصالة وفن راق، ويحبون بشكل لا يوصف المطرب ياس خضر، ويسمعون الرواد حميد منصور وفاضل عواد وسعدون جابر وسعدي البياتي ومن المطربين الشباب يحبون اغاني المطرب صلاح البحر وكذلك اغاني حسام الرسام وحاتم العراقي وكاظم الساهر ويفسر الشاعر الغنائي عدنان هادي اقبال السوريين على سماع الغناء العراقي نتيجة التقارب النفسي والاجتماعي بين المجتمعين، وبفضل قرب المسافة، فهذا من شأنه ان يجعل عملية الاتصال ميسرة للتعرف على اصوات المطربين العراقيين ويؤكد الشاعر هادي ان الغناء العراقي فيه اصالة وعمق وصدق في التعبير عن المشاعر والاحاسيس لذلك تجدها مؤثرة ومسموعة ليس بسوريا فقط بل في جميع البلدان العربية، كذلك نرى ان السوريين يسمعون باستمرار اغاني ياس خضر وصلاح البحر وحاتم العراقي وحسام الرسام وحبيب علي وكاظم الساهر وماجد المهندس.ويبدي المواطن السوري ابراهيم ناعس 29 سنة اعجابه بالاغنية العراقية لما فيها من حزن شفاف وكلام معبر يخرج من القلب، ومن السهولة فهمها ويقول ناعس وبعض الكلمات التي يستشكل فهمها نسال فيها الاخوة العراقيين، وانه يسمع عدداً كبيراً من المطربين العراقيين، وحتى رنة تلفونه الموبايل وضعها على اغنية ماجد المهندس (بين ايديه). ويؤكد مخرج اغاني الفيديو كليب باسم فاهم من خلال معايشته مع المجتمع السوري، ان المطرب العراقي مهيمن على اسماع الجمهور السوري، وان المطاعم والنوادي الليلية في سوريا في الغالب من المطربين العراقيين التي يسمعها العراقيون والسوريون والخليجيون، ويشير المخرج فاهم ان سر نجاح الاغنية العراقية تكامل عناصرها من كلام ولحن واداء، وان كثيراً من اصدقائه ومعارفه من السوريين يبدون دهشتهم واعجابهم بمستوى الاغنية العراقية وماتنطوي عليه من كلام جميل ومؤثر.اما المطرب عبد فلك فانه يرسخ هذه الظاهرة ويوضح ان الاغنية العراقية لاتسمع في سوريا فقط، انما بعدد كبير من المناطق العربية وحتى في المغرب العربي ويفضل الغناء العراقي والخليجي على الوان الغناء الاخرى لان فيه قيمة جمالية وفنية وأدواته مستكملة وله التزامه وتاريخه فما زال العرب يسمعون اغاني (ياطيور الطايرة) لسعدون جابر واغنية (يم داركم) لحميد منصور و(اعزاز ) لياس خضر و(هل واحنه نهل) لفاضل عواد.. لان هذا الغناء حسب وصف فلك فيه رقي وليس فيه اسفاف، ويشير الى موجة من الغناء الرث الذي يشوه المسيرة الابداعية للاغنية العراقية والتزامها الفني بتناول اغنيات (البطة، والعكربة، وشعر شعر).